دبي – فبراير 2019: أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، العدّ التنازلي للثلاث سنوات المتبقية لتطبيق "استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية"، وذلك في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، لتحويل حكومة دبي إلى نموذج ذكي بالكامل. كما أعلن سموه عن أول تجربتين رقميتين ضمن تنفيذ استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، عبر تطبيق "دبي الآن" - التطبيق الموحد والشامل لمدينة دبي -، تتمحور الأولى حول تجربة قيادة مركبة في دبي، والثانية حول الانتقال إلى منزل جديد في دبي.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية لسموه أمس الأحد إلى مكتب دبي الذكية في حي دبي للتصميم. وقال سموه بهذه المناسبة " كنا قد أطلقنا في فبراير العام الماضي رسمياً استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، من هذا المكان الحيوي والفاعل، من مكتب دبي الذكية، واليوم نتابع من نفس المكان هذا التقدم الذي تحرزه دبي الذكية بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، والتي ترجمت هذا التعاون والتضافر واقعاً ملموساً، من خلال إطلاق أول تجربتين متكاملتين، ستشكلان نقطة بداية جديدة لمنظومة متكاملة للخدمات الحكومية الرقمية، تُدخل دبي عصر التجارب الذكية ، كما أطلقنا أيضا المرحلة الثانية من استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، التي تشمل أربع تجارب رقمية ووجهنا بالبدء بالعمل مع ثماني جهات حكومية، هي محاكم دبي، بلدية دبي، النيابة العامة، هيئة المعرفة والتنمية البشرية، هيئة الصحة بدبي، هيئة تنمية المجتمع، مطارات دبي وجمارك دبي".

وأضاف سموه "وجّهنا أيضاً جميع الجهات الحكومية باستخدام الأنظمة الموحدة الحكومية مثل منصة دبي الآن والهوية الرقمية، والعمل على تحويل مراكز الخدمة تدريجياً إلى مراكز مجتمعية للاستفادة من هذه المساحات في ظل تقديم خدماتهم عبر المنصات الرقمية. سيكون لهذا التوجيه الأثر في رفع الكفاءة الحكومية والاستفادة القصوى من الموارد الحكومية".

كما أضاف سموه قائلاً: "كلما جعلنا الحياة في دبي أكثر سلاسة وسهولة، اقتربنا من تحقيق هدفنا أكثر، وكلما تضافرت الجهود، هانت التحديات، واختصرنا الزمن، لننطلق من دبي نحو العالم بتجربة عيش متفردة تجعل دبي عنواناً للمدن الذكية في العالم، وتجعل سكانها وزوراها أسعد الناس على وجه الأرض".

وأعربت سعادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام دبي الذكية، عن فخرها بهذه القيادة الحكيمة التي تتابع من الميدان لحظات بناء المجد لدبي، التي ستتوج عالمياً بأذكى وأسعد مدينة على وجه الأرض بفضل هذه الروح القيادية الملهمة، التي نستمد منها البيئة المحفزة لصناعة واقعنا المتجدد، والمتطور، والمتقدم على مستوى العالم.

وقالت سعادتها: "نشهد اليوم لحظة فارقة على صعيد تعزيز مكانة دبي وريادتها كواحدة من أذكى المدن في العالم، بما يتماشى مع توجيهات قيادتنا الرشيدة في هذا المجال. فنحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة نستعد من خلالها لتجاوز عصر تقديم الخدمات بطرقها التقليدية، والانتقال إلى تضمين عنصر الابتكار والإبداع في تحويل 1600 خدمة ذكية إلى ما يقارب 32 تجربة استخدام للأفراد وقطاع الأعمال، تتبنى أحدث المعايير والحلول التي تم التوصل إليها في مجال خدمة المتعاملين".

وأضافت سعادتها: "في مسيرتنا لا نعرف التوقف، انتهينا من المرحلة الأولى، وباشرنا العمل على المرحلة الثانية من تنفيذ استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، وانتهينا من تصميم وإطلاق أول تجربتين متكاملتين، ونمضي لإنجاز أربع تجارب رقمية. سيتم تنفيذ خطة العمل وفق مراحل مدروسة تهدف في النهاية إلى إلغاء التعاملات الورقية بمختلف أشكالها وتقليل زيارات المتعاملين إلى مراكز الخدمة، والاستعاضة عن ذلك بالأنظمة والمنصات الذكية. وقد استطعنا تحقيق نتائج مميزة تمثلت في خفض استهلاك الورق بنسبة 57٪ في الجهات الست المشاركة في المرحلة الأولى لاستراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، التي تم الإعلان عنها منذ فترة وجيزة وسيبدأ العمل في المرحلة الثانية بالتعاون مع ثماني جهات حكومية، هي محاكم دبي، بلدية دبي، النيابة العامة، هيئة المعرفة والتنمية البشرية، هيئة الصحة بدبي، هيئة تنمية المجتمع، مطارات دبي وجمارك دبي. ونتطلع إلى استكمال عملية التحول الرقمي بنسبة 100%بحلول نهاية العام 2021، من خلال تطبيق استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، التي توفر مئات من الساعات للمتعامل والحكومة، وتنقذ 130 ألف شجرة سنوياً، وتسهم في رفع تنافسية الإمارة، وفي زيادة النمو الاقتصادي ".

كما أكدت سعادتها على أهمية التعاون الوثيق مع مختلف الجهات الحكومية لوضع السبل المثلى للتعامل مع التحديات، ومقاربتها من وجهة نظر المتعاملين وطريقة تفكيرهم، بهدف ضمان إجراءات سلسلة ومريحة تعزز من إقبالهم على تبني المعاملات والإجراءات اللاورقية بالكامل. ويترافق هذا التوجه مع الحاجة إلى إعادة النظر في القوانين والتشريعات وتطويرها على نحو يعزز تحقيق استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية من خلال استخدام التكنولوجيا والبيانات لتطوير بيئة عمل رقمية متكاملة.

وتسعى دبي الذكية إلى أن تصبح الخدمات و المعاملات الحكومية الداخلية في حكومة دبي رقمية 100 % بتاريخ 2021. حيث إنه من المقرر تنفيذ "استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية" بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية في دبي. ولعل أبرز ما يميز تجربتي المستخدم الجديدتين وهما، قيادة مركبة في دبي، والانتقال إلى بيت جديد، هو عنصر التكامل التام في الخدمة، وهما تتوفران من خلال التطبيق الشامل "دبي الآن"، الذي تم فيه التكامل والربط مع الجهات الحكومية ذات الصلة ومجموعة مختارة كمرحلة تجريبية من القطاع الخاص والشركات الناشئة.

وتفصيلاً تراعي تجربة قيادة مركبة في دبي والمتوفرة من خلال إجراء جميع التفاصيل والمراحل التي ينبغي المرور بها لقيادة مركبة، بدءاً من الحصول على رخصة قيادة بالتعاون مع معهد الإمارات لتعليم قيادة السيارات، البحث على مركبة باستخدام خدمات شركة كارسويتس، التواصل مع البائع والحصول على وثائق المركبة وتقديم عرض للشراء وتوقيعه رقمياً، مروراً بتأمين المركبة من خلال خدمات شركة يلا كمبير، وتسجيل المركبة في نظام التراخيص بهيئة الطرق والمواصلات، بالإضافة إلى عرض خيارات التمويل.

وبخصوص تجربة الانتقال إلى بيت جديد، فهي أيضاً مثال على تكامل الخدمات المقدمة من جهات عدة وتشمل البحث عن منزل بالتعاون مع دبي لإدارة الأصول، ومن ثم إنجاز كافة المعاملات المتعلقة بالإيجار والتعاقد بالتعاون مع دائرة الأراضي والأملاك، والتسجيل لدى خدمات الكهرباء والمياه بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، وخدمات الإنترنت والهاتف بالتعاون مع شركة دو، وصولاً للحصول على خدمات الانتقال والتنظيف وغيره بالتعاون مع شركة مستر أسطى.

وسيشكل تطبيق مستهدفات "استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية" نقلة نوعية في حياة الناس وأداء القطاع الحكومي، حيث سيسهم في توفير كم هائل من الموارد من مئات ساعات العمل على الموظفين، والتي كانوا يقضونها في معالجة الإجراءات الورقية.، إلى جانب توفير الوقت للناس لممارسة نشاطات أخرى في حياتهم بدلاً من قضاء الوقت في إجراء المعاملات ومتابعتها.